واعجبا أنفذ (١) قضاء سعد وأنفذ قضاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، بل أردّ قضاء سعد بن أم سعد وأنفّذ قضاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فدعا سعد بكتاب القضية فشقه وقضى للمقضي عليه (٢).
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي ، أنا أحمد بن الحسن والمبارك (٣) بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أخبرنا محمّد بن إسماعيل (٤) : حدّثني سهل ، ثنا أبو سلمة ، أخبرني الهيثم بن محمّد بن حفص بن دينار مولى بني غفار قال : كان سعد عند ابن هشام ـ يعني المخزومي ـ أمير المدينة (٥) فاختصم عنده يوما ابن محمّد بن مسلمة وآخر من بني حارثة فقال ابن محمّد : أنا ابن قاتل [ابن](٦) الأشرف ، فقال الحارثي : أما والله ما قتل إلّا غدرا فانتظر سعد أن يغيرها ابن هشام فلم يفعل حتى قاما ، فلما استقضى سعد قال لمولاه شعبة ـ وكان يحرسه ـ أعطي الله عهدا لأن أفلتك (٧) الحارثي لأوجعتك. قال شعبة : فصلّيت معه الصبح ثم جئت به سعدا فلما نظر إليه سعد شق القميص ثم قال : أنت القائل ، إنما قتل ابن الأشرف غدرا؟ ثم ضربه خمسين ومائة وحلق رأسه ولحيته قال : والله لأقوّمنّك بالضرب ما كان لي عليك سلطان.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ، ابنا (٨) الحسن ، قالا (٩) أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد أنا أبو طاهر المخلّص ، ثنا أحمد بن سليم ، ثنا الزبير (١٠) بن بكار ، ثنا عبد الله بن محمّد بن أبي سلمة بن عبد الله بن عمر (١١) : قال كان سعد بن إبراهيم قد
__________________
(١) كذا بالأصل ، ولعله يريد : «وأنقض» أو «وأردّ» كما يفهم من سياق العبارة. وفي سير الأعلام : «وأردّ».
(٢) الخبر نقله الذهبي في السير ٥ / ٤١٩ ـ ٤٢٠ من طريق الشافعي.
(٣) رسمها بالأصل : «والمزك» كذا ، والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة متقدمة.
(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٤ / ٥١ ونقله الذهبي في السير ٥ / ٤٢٠ عن البخاري والخبر أيضا في أخبار القضاة لوكيع ١ / ١٥٨ ـ ١٥٩ من طريق : الهيثم بن حميد بن حفص بن دينار.
(٥) قوله : «يعني المخزومي ، أمير المدينة» سقط من البخاري.
(٦) زيادة عن البخاري ، وفي السير : قاتل كعب بن الأشرف.
(٧) عن البخاري ، وبالأصل : أقللك.
(٨) بالأصل : انبانا» خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ هذا السند كثيرا.
(٩) بالأصل : قال ، والصواب «قالا» قياسا إلى سند مماثل.
(١٠) بالأصل : الزهري ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به قريبا.
(١١) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ١ / ١٥٧ ـ ١٥٨.