ثنا سعيد بن عامر ، ثنا جويرية ، ثنا جعفر المديني قال (١) : دخلت على سعد بن إبراهيم وهو على دكان له ، قال : فإذا حمارة عليها شكوة (٢) فلما سمع الأذان جاءت جارية فصبّت منه في زجاجة شرابا [به](٣) من الحسن (٤) شيء من شيء أحسبه قال : فسقاني ، ثم قال : يا جعفر تدري ما سقيتك؟ قلت : قلت : ظننت أني ظمآن قال : ولكني رأيتك تنظر إليه فأحببت أن تعلم ما هو ، هذا زبيب ، فأمر الجواري بتنقيته من أقماعه وحصرمه ثم يدق في المهراس ثم يمرس ويصفّى ويجعل في هذه الشكوة فإذا أمسيت شربت منه ، فأخذه يقطع البلغم ويعصمني ، قال : وكان لا يأكل إلّا بعد ما يذهب من الليل ما شاء الله ـ يعني يصلّي ـ.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر ، ثنا أبو الفضل الزهري ، ثنا عمي ، عن أبيه قال : دخلت مع أبي بيتا بالمدينة فإذا فيها جابر فقال لي : ترى هذا الحائر ـ وأشار إلى ناحية منه كانت لأبي سعد تسعة (٥) معلقة فإذا قام من الليل فنعس أخذها يتعلق بها.
قال : وثنا عمي ، عن أبيه قال : كان أبي سعد تعجب من هؤلاء المتقشّفين ، وقلّ ما رأيته خارجا إلى المسجد للصلاة إلّا مسّ غالية (٦).
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد البيهقي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، قال : أخبرني من لا أتهم من أهل المدينة ، عن ابن أبي ذئب قال : قضى سعد بن إبراهيم على رجل برأي ربيعة بن أبي عبد الرّحمن فأخبرته عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بخلاف ما قضى به فقال سعد لربيعة : هذا ابن أبي ذئب وهو عندي ثقة يحدّث عن النبي صلىاللهعليهوسلم بخلاف ما قضيت به ، فقال له ربيعة : قد اجتهدت ومضى حكمك ، فقال سعد :
__________________
(١) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ١ / ١٦٥ ـ ١٦٦ صدره بقوله : كنت مع سعد بن إبراهيم في أرضه بالقبلية.
(٢) الشكوة : وعاء من أدم للماء واللبن والجمع شكوات وشكاء.
(٣) زيادة لازمة للإيضاح.
(٤) بالأصل : الحسين ، خطأ ، والصواب عن مختصر ابن منظور ٩ / ٢٣٢.
(٥) كذا.
(٦) الوافي بالوفيات ١٥ / ١٤٩.