بعد مولد النبى صلىاللهعليهوسلم والله أعلم ويروى أن أبا طالب عم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عالج زمزم ، وكان النبى صلىاللهعليهوسلم ينقل فى علاجه الحجارة وهو غلام وهذا الخبر فى مسند البزار بإسناد ضعيف وبتقدير صحته فهو غير علاج عبد المطلب ، والله أعلم ذكر علاج زمزم فى الإسلام روينا عن الأزرقى بالسند المتقدم إليه قال : ثم كان قد قل ماءوها ، حتى كانت تحجم فى سنة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين ومائتين. قال : فضرب فيها تسع أذرع فى الأرض ، فى تقدير جوانبها ثم قال : وقد كان سالم بنى الجراح قد ضرب فيها فى خلافة الرشيد أذراعا ؛ وكان قد ضرب فيها فى خلافة المهدى أيضا ، وكان عمر بن ماهان وهو على البريد والصوافى فى خلافه الأمين محمد ابن الرشيد قد ضرب منها ، وكان ماؤها قد قل حتى كان رجل يقال محمد بن مسير من أهل الطائف يعمل فيها ، فأنا صليت فى قعرها. انتهى باختصار ذكر ذرع بئر زمزم وصافيها من العيون أو صفة الموضع الذى هى فيه الآن ، أما ذرع عورتها من أعلاها إلى أسفلها فستون ذراعا على ما ذكر الأزرقي ، وقال أيضا : ففورها من رأسها إلى الجبل أربعون ذراعا. انتهى وهذا يخالف ما سبق ، والله أعلم وأما العيون التى فى قعرها فثلاث عند حذاء الركن الأسود ، وعين جذاء أبى قبيس والصفا وعين حذاء المروة ذكر ذلك الأزرقى والفاكهى وذكر الفاكهى خبرا فيه أن العباس بن عبد المطلب قال لكعب الأحبار : فأى عيونها اغزر؟ قال : العين التى تجرى من قبل الحجر قال : صدقت. انتهى وأما صفة الموضع الذى فيه زمزم فهو بيت مربع فى جدرانه تسعة أحواض للماء تملأ من بئر زمزم ليتوضأ منها الناس وأعلى البيت مسقوف ما خلا الموضع الذى يحاذى البئر ، وهذه الصفة يخالف الصفة التى ذكرها الأزرقى فى صفة موضع زمزم ، وفى سابع ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وثمان مائة هدمت ظلة المؤذنين التى فوق البيت ، الذى فيه زمزم ، لتحربها ولحراب أساطينها الحشب من أكل الأرضة ، لذلك وسلخ جميع الجدر الغربي ، من هذا البيت وهو الذى يلى الكعبة والجدار الشامى منه وهو الذى يلى مقام الشافعى وبنى ما سلخ من هذين الجدارين حتى كمل بناؤها بحجارة منحوته فى غالب ذلك وحجارة غير منحوتة بعد أن أوسعوا