قائمة الکتاب
ـ ذكر تطييب الكعبة
٩٠
إعدادات
تهنئة أهل الإسلام بتجديد بيت الله الحرام
تهنئة أهل الإسلام بتجديد بيت الله الحرام
المؤلف :إبراهيم بن محمّد بن عيسى الميموني
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :مكتبة نزار مصطفى الباز
الصفحات :354
تحمیل
لا يتردد الآن فى جواز البيع من بنى شيبة لأجل وقف الإمام ضيعة معينة على أن يصرف ريعها فى كسوة الكعبة والوقف بعد استقرار هذه العادة والعلم بها فينزل لفظ الواقف عليها ، واستحسن النووى الجواز أيضا ، وقال بعض علماء الشافعية : هذا واضح فى الكسوة الظاهرة أما الداخلة فلا تزال بل تبقى على ما هى عليه ؛ لأن الكلام إنما هو فى الستور التى جرت العادة بأن تغير فى كل عام فلو قدر جريان العادة بمثل ذلك فى الستور الباطنة سلك بها مسلك الظاهرة انتهى. هذا وأول من كساها الديباج الأسود الناصر العباسى فاستمر ذلك إلى يومنا ، وكان الناصر العباسى كساها ديباجا أخضر قبل الأسود ، وقد ذكر بعضهم حكمة حسنة فى سواد كسوة الكعبة فقال : كان البيت يشير إلى أنه فقد أناسا كانوا حوله فلبس السواد حزنا عليهم. وقد كسته أم العباس بن عبد المطلب الحرير حين ضل العباس وهو صغير ، فنذرت إن وجدته أن تكسو الكعبة ، فوفت بذلك ، وهى أول عربية كسته الحرير ، ولم تزل الملوك يتداولون كسوتها إلى أن وقف عليها الصالح إسماعيل بن الناصر بن قلاوون قرية فى ضواحى القاهرة وذلك فى سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة.
فائدة : لو سرق شىء من ستر الكعبة أو من فضة بابها لا يقطع لعدم الحرز.
ذكر تطييب الكعبة
روى عن عائشة (١) رضى الله عنها أنها قالت : طيبوا البيت فإن ذلك من تطهيره ؛ ولأن أطيب الكعبة أحب إلى من أن أهدى لها ذهبا ، ولما فرغ ابن الزبير رضى الله عنهما من بنائها خلق باطنها وظاهرها بالعنبر والمسك من أعلاها إلى أسفلها ، ثم كساها ، وكان يجمرها فى كل يوم برطل من الطيب وفى يوم الجمعة برطلين ، وأجرى لها معاوية الطيب كل صلاة ، وكان يبعث به فى الموسم وفى رجب ، وأخدمها عبيدا بعث بهم إليها ، وهو أول من أجرى الزيت لقناديل المسجد من بيت المال ، وقد ضمخها المهدى بالغالية والمسك والعنبر ، وقيل : إن ما فى أحجارها من السمرة إنما حصلت من آثار تلك الغالية.
وأما الجواب عن جواز تصفيح باب البيت الشريف بالذهب المموه وما يتعلق
__________________
(١) انظر شفاء الغرام ١ / ١٠٦.