يا مبدى الإنصاف طال تلهفى |
|
وجهلت مورد علّىّ من مصدرى |
||
بعلاك قد علق الرجاء وأنت يا |
|
خير البرية عدة المتحير |
||
ما شمت البارق جودك والندى |
|
ورجوت عارض وابل لك ممطر |
||
وحططت آمالى ببابك راجيا |
|
بالحق إدراك النجاح المثمر |
||
وصرفت عن كل السماح مطالبى |
|
وعلى سماحك كان عقدى خنصرى |
||
ونرجو بين طلعة هذا الوزير أن يتهلل بدر النجاح ، وأن يغرد طير القبول بصلاح الحال وحال الصلاح ، لا زالت كعبة الإقبال ومستلم الإقبال ، ومشرق شمس الكمال ، ولا برحت كواكب السعادة بمطلعها منيرة ، وأفلاك السيادة على وطيتها مستديرة ، وزمام النجاحة نحو سماحتها مسيما ، ووجه القبول والإقبال فى محرابها مصليا ومسلما ، ما فاز بالأمل آمل ، وتيسرت على طالب وسائل هذا ، ولما كانت الكعبة الشريفة أفضل مساجد الأرض ، مما حواه الطول والعرض ؛ إذ هى بيت الله الحرام ، وقبلة لجميع الأنام ، والمسجد الحرام فضله لا ينكر ، وما طوى من فضائله لم يزل ينشر ومكة المشرفة هى بلده الأمين ، ومسقط رأس سيد المرسلين ، والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة أكثر من أن تحصى ، وأعظم من أن تستقصى ، تصدى للتأليف فى فضل ذلك جمع كثير من المتقدمين والمتأخرين ، غير أنى أحببت أن أخترع أمرا لم أسبق إليه ، وأن أسلك فى ذلك طريقا لم يدلوا عليه ، لما أن التأليف فى هذا الوقت ليس إلا كما قال بعضهم : جمع ما تشتت ورم ما تفتت ، وأما تفسير الآيات الواردة فى فضل ذلك ، والكلام على ما يتعلق بتلك المسالك فقد تكفل ببيانه العلماء على حسب مراتبهم وتنوع مقاصدهم فلذلك رتبت كتابنا هذا على ثلاثة مباحث :
المبحث الأول
فى الجواب عن أسئلة ابتكرتها حيث دار الكلام بين الأفاضل فى بعضها ، واخترت أن أرتب فى شأنها أسئلة ليسهل الكشف عن أجوبتها وهى : هل حفظ محل البيت الشريف من دخول الطوفان زمن نوح صلىاللهعليهوسلم ومن السيول فيما