المقرئ ، نا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف البزار ، نا أبو محمّد جعفر بن نصير الخلدي : أخبرنا إبراهيم بن أحمد الخواص ، قال : قال سليمان الأشجّ صاحب كعب الأحبار : كان ذو القرنين ملكا صالحا ، وكان طوّافا في الأرض ، وها هو يطوف يوما إذ وقف على جبل الهند ، فقال له الخضر ـ وكان صاحب لوائه الأعظم ـ : ما لك أيها الملك قد فزعت ووقفت؟ فقال : وما لي أفزع وأقف ، وهذا أثر الآدميين ، وموضع قدمين وكفّين (١) ، وهذه الأشجار ما رأيت في طوافي أطول منها ، يسيل منها ماء أحمر ، إنّ لها لشأنا ، قال : وكان الخضر قد قرأ كلّ كتاب فقال للملك : أما ترى الورقة المعلقة في الشجرة الكبرى؟ قال : بلى ، قال : هي تخبرك بنبإ هذا المكان ، قال : فرأى كتابا فيه :
بسم الله الرّحمن الرحيم. من آدم أبي البشر عليهالسلام إلى ذرّيته أوصيكم ذرّيتي بنيّ وبناتي بتقوى الله ، وأحذّركم كيد عدويّ وعدوّكم إبليس اللعين ، الذي يلين كلامه ويجوّز أمنيته ، أنزلني من الفردوس الأعلى إلى البرية ، فألقيت في موضعي هذا لا يلتفت إليّ مائتي سنة لخطيئة واحدة عملتها وهذا أثري وهذه الأشجار تنبت من دموعي ، وعليّ في هذا الموضع أنزلت التوبة فتوبوا إلى ربكم قبل أن تندموا ، وقدّموا قبل أن تقدّموا ، وبادروا قبل أن يبادر بكم والسلام.
قال : فنزل ذو القرنين فمسح جلوس آدم عليهالسلام فإذا هو مائة وثمانون ميلا ، وعدّ الأشجار التي نبتت من دموع آدم فإذا هي سبع مائة شجرة ، قال : فلما قتل قابيل هابيل جفّت الأشجار وسال منها الماء الأحمر ، فقال ذو القرنين للخضر : ارجع بنا ، فو الله لا طلبت الدنيا بعدها أبدا.
أخبرنا الشريف أبو القاسم الحسيني ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا النضر بن عبد الله الحلواني ، نا عبد المنعم ، عن أبيه ، عن وهب قال : ظفر الإسكندر ببعض الملوك فسأله ما تشاء أن أفعل بك؟ قال : ما يحمل بالكرام أن يفعلوا إذا ظفروا.
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم ، قالوا : حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ،
__________________
(١) الأصل : وهذا والمثبت عن م.