فعشنا بخير في الحياة وقبلنا |
|
أصاب المنايا رهط كسرى وتبّعا |
وكنا كندماني جذيمة حقبة |
|
من الدّهر حتى قيل لن يتصدّعا (١) |
فلما تفرّقنا كأنّي ومالكا |
|
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا |
ولا ذات أظآر ثلاث روائم |
|
رأين مجرّا من حوار ومصرعا |
يذكّرن ذا البثّ الحزين بحزنه |
|
إذا حنّت الأولى سجعن لها معا |
فأوجد مني يوم قام بمالك |
|
مناد فصيح بالفراق فأسمعا (٢) |
أبا الصبر آيات أراها وإنّني |
|
أرى كلّ حبل بعد حبلك أقطعا |
سقى الله أرضا حلّها قبر مالك |
|
ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا |
وآثر بطن الواديين بديمة |
|
ترشّح وسميّا من النبت خروعا (٣) |
تحيته مني وإن كان نائيا |
|
وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا |
في كلام كثير في هذه القصيدة وغيرها من مراثيه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال (٤) : شهد قوم من السرية أنهم أذّنوا وأقاموا وصلّوا ففعلوا مثل ذلك ، وشهد آخرون أنه لم يكن من ذلك شيء ، فقتلوا. وقدم أخوه متمّم ينشد أبا بكر دمّه ويطلب إليه في سبيهم ، فكتب له بردّ السبي ، وألحّ عليه عمر بن خالد أن يعزله وقال : إنّ في سيفه رهقا ، قال : لا يا عمر لم أكن لأشيم سيفا سلّه الله على الكافرين.
قال (٥) : ونا سيف عن محمّد بن إسحاق ، عن محمّد بن جعفر بن الزبير ، وغيره : أن خالدا لما نزل البطاح بثّ السرايا فأتي بمالك فاختلف فيهم الناس ، وكان في السرية التي أصابتهم أبو قتادة. فكان أبو قتادة فيمن شهد ألا سبيل عليه ولا على
__________________
(١) نديما جذيمة الأبرش هما : مالك وعقيل ابنا فارح بن كعب ، نادماه دهرا ثم قتلهما.
(٢) البيت في التعازي والمراثي :
بأوجد مني يوم فارقت مالكا |
|
ونادى به الناعي السميع فأسمعا |
(٣) الديمة : المطر يدوم أياما بدون ريح. والوسمي : أول مطر.
(٤) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٢٧٩.
(٥) الطبري ٣ / ٢٧٨.