السفر ، قال : نزل خالد بن الوليد الحيرة على أم بني المرازبة (١) فقالوا : احذر السّمّ لا يسقيكه الأعاجم ، فقال : ائتوني به ، فأتي به ـ وفي حديث ابن المقرئ : ائتوني منه بشيء فأتي منه بشيء ـ فأخذه بيده ثم اقتحمه ـ وقال ابن المقرئ : اقتحم ـ وقال : بسم الله ، فلم يضره شيئا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا عبد الله بن الزّبير الحميدي ، نا سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : رأيت خالد بن الوليد أتي بسمّ ، فقال : ما هذا؟ قالوا : سمّ ، فقال : بسم الله وشربه ، وأشار سفيان بيده إلى فيه ، قال عبد الله بن الزبير : وذلك بالحيرة (٢).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن بشران ، نا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو عبد الله محمّد بن إسحاق السهمي ، عن أبي بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، قال : أتي خالد بن الوليد برجل معه زقّ خمر فقال : اللهم اجعله عسلا فصار عسلا (٣).
قال : وحدّثني إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي ، نا هشيم ، نا العوّام بن حوشب ، حدّثني قومي عن رجل منهم يقال له صعصعة قال : فشت الخمر في عسكر خالد بن الوليد فجعل يطوف عليهم ، وكان رجل منا بعث به أصحابه فاشترى زقا من خمر وجعله بين يديه ، فاستقبله كفة بكفة فقال : ما هذا؟ قال : خل ، قال : جعله الله خلا فانطلق إلى أصحابه ففتحه ، فإذا خلّ كأجود ما يكون من الخل (٤).
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت : أنا أبو الفضل بن الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا أبو كريب ، نا يحيى بن آدم ، عن أبي بكر ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، قال : مر على خالد بن الوليد بزق خمر فقال : أي شيء هذا؟ فقالوا : خلّ ، فقال : جعله الله خلا ، قال : فنظروا فإذا هو خل ، وقد كان خمرا (٥).
__________________
(١) بالأصل : «المزارعة» وفي م : الموازية والصواب ما تقدم.
(٢) نقله ابن العديم ٧ / ٣١٥٢.
(٣) الخبر في بغية الطلب ٧ / ٣١٥٢ ـ ٣١٥٣ وسير الأعلام ١ / ٣٧٦ والإصابة.
(٤) ابن العديم ٧ / ٣١٥٣.
(٥) سير الأعلام ١ / ٣٧٦.