قائمة الکتاب
فصل دور القرآن الكريم
فصل دور الحديث الشريف
دار الحديث البهائية
فصل دور القرآن والحديث معاً
فصل مدارس الشافعية
فصل المدارس الحنفية
المدرسة الخاتونية الجوانية
٣٨٨
إعدادات
الدّارس في التاريخ المدارس [ ج ١ ]
الدّارس في التاريخ المدارس [ ج ١ ]
المؤلف :عبد القادر بن محمّد النعيمي الدمشقي
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :503
تحمیل
الآخرة من هذه السنة من جرح أصابه في حصار ميافارقين ، وكان من أكبر الأمراء ، زوّجه السلطان أخته ربيعة خاتون ، فلما توفي تزوجها مظفر الدين (١) صاحب إربل ، وفي زماننا وسعت تربتها وصارت جامعا وأقيمت فيه الجمعة وغيرها انتهى. قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة في الروضتين في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة : قال العماد في هذه السنة توفيت الخاتون ذات العصمة بدمشق في ذي القعدة ، وهي عصمة الدين بنت معين الدين أنر ، وكانت في عصمة الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي رحمهالله ، فلما توفي وخلفه السلطان بالشام في حفظ البلاد ونصرة الاسلام تزوج بها في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة ، وهي من أعف النساء وأعصمهن وأجهلن في الصيانة وأحزمهن ، متمسكة من الدين العروة الوثقى ، ولها أمر نافذ ومعروف وصدقات ورواتب للفقراء وإدرارات وبنت للفقهاء والصوفية بدمشق مدرسة ورباطا. قلت : وكلاهما ينسبان إليها ، فالمدرسة داخل دمشق بمحلة حجر الذهب قرب الحمام الشركسي ، والرباط خارج باب النصر راكب على نهر بانياس في أول الشرف القبلي ، وأما مسجد خاتون الذي في آخر الشرف القبلي من الغرب ، فهو منسوب إلى خاتون أخرى قديمة تقدم ذكرها ، وهي زمرد بنت جاولي أخت الملك دقاق لأمه والد نور الدين رحمهماالله تعالى ، قال العماد : وذلك سوى وقوفها على معتقيها وعوارفها وأقاربها ، وكان السلطان حينئذ بحرّان في بحر المرض وبحرانه ، وعنف الألم وعنفوانه ، فما أخبرناه بوفاتها خوفا من تزايد علته وتوقد غلته ، وهو يستدعي في كل يوم درجا ويكتب إليها كتابا طويلا ، ويلقي على ضعفه من تعب الكتابة والفكر حملا ثقيلا ، حتى سمع نعي ناصر الدين محمد بن شيركوه ابن عمه فنعيت إليه الخاتون ، وقد تعدت عنه إليهما المنون ، وكانت وفاة ناصر الدين بحمص في تاسع ذي الحجة فجأة من غير مرض ، وأجرى السلطان أسد الدين شيركوه ولده على ما كان لوالده ومقابلته بأحسن عوائده. قلت : وقبر الخاتون المذكورة في التربة المنسوبة إليها بسفح
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٤٣٨.