وصار صوفيا بالخانقاه الأندلسية الآتية وشيخ النحو بهذه المدرسة ، وقصده الناس للأخذ عنه وانتفعوا به ، وعظم قدره واشتهر ذكره ، وشرح التسهيل وغيره ، وكان حسن الخلق كريم النفس ، توفي في المحرم سنة ست وسبعين ، ودفن بمقبرة الصوفية وقد جاوز الستين ، وولي هذه المشيخة العلامة بدر الدين بن مكتوم المار ذكره قريبا.
٨٦ ـ المدرسة المجنونية
شرقي الشامية البرانية بالعقيبة. لم يقع لنا من مدرسيها إلا القاضي شهاب الدين الظاهري ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الأمجدية ، والمدرسة المجنونية أنشأها شرف الدين بن الزراري المعروف بالسبع مجانين بعد الثلاثين وستمائة. قال ابن شداد : أول من ذكر الدرس بها شيخ يقال له عز الدين أحمد بن محمد بن علي الموصلي فتوفي بها ، وذكر بعده جمال الدين أحمد بن إسماعيل الهكاري ، وذكر بعده بدر الدين ، ثم بعده (وأخلى بياضا) ، ثم من بعده كمال الدين ابن بنت نجم الدين بن سلام ، وهو مستمرّ بها إلى آخر سنة أربع وسبعين وستمائة انتهى. ودرس بها في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة الشيخ الفاضل علاء الدين علي ابن الإمام شرف الدين الحسين بن علي بن سلام الدمشقي. قال ابن رافع : سمع معي على جماعة منهم أحمد بن عبد الرحمن المرداوي ، وتفقه وأعاد بالشامية البرانية ، ودرس بالمجنونية ، وأفتى وحج انتهى. وقال تقي الدين الأسدي : حكى لي قريبه أنه نزل له عنها اليمني يعني شمس الدين أيام كان يدرس فيها ابن النقيب ولم يذكره ابن كثير في ذيله هنا يعني في الشامية ، وإنما ذكره درس في المجنونية في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة.