٥٤ ـ المدرسة الصالحية
بتربة أم الصالح الملك ، غربي الطيبة والجوهرية الحنفية وقبلي الشامية الجوانية بشرق. قال ابن كثير في سنة ثمان وأربعين وستمائة : الصالح أبو الجيش إسماعيل بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر وهو واقف تربة أم الصالح ، وقد كان الصالح ملكا عادلا عاقلا حازما تقلبت به الأحوال أطوارا كثيرة ، وقد كان الأشرف موسى أوصى له بدمشق من بعده ، فملكها شهورا ، ثم انتزعها منه أخوه الكامل ، ثم ملكها من الصالح خديعة ومكرا ، فاستمر بها أزيد من أربع سنين ، ثم استعادها منه الصالح أيوب عام الخوارزمية سنة ثلاث وأربعين وستمائة ، واستقرت بيده بعلبك وبصرى ، ثم أخذتا منه ولم يبق له بلد يأوي إليه ، فلجأ إلى المملكة الحلبية في جوار الناصر يوسف صاحب حلب الشهباء ، فلما كان في هذه السنة كما ذكرنا عدم بالديار المصرية ، فلا يدرى ما فعل الله به والله سبحانه وتعالى أعلم. وهو واقف التربة والمدرسة ودار الحديث والاقراء بدمشق انتهى. ثم قال في سنة ثلاث وثمانين وستمائة : وفيها توفي الملك السعيد فتح الدين عبد الملك ابن الملك الصالح أبي الجيش إسماعيل ابن الملك العادل ، وهو والد الملك الكامل ناصر الدين محمد في ليلة الاثنين ثالث شهر رمضان ، ودفن من الغد بتربة أم الصالح ، وكان من خيار الأمراء محترما كبيرا رئيسا ، روى الموطأ عن يحيى بن بكير (١) عن مكرم بن أبي الصقر (٢) ، وسمع من ابن اللتي وغيره انتهى. وقال في سنة ثمان وثمانين وستمائة : الملك المنصور شهاب الدين محمود ابن الملك الصالح إسماعيل بن العادل ، توفي يوم الثلاثاء ثامن عشر شعبان ، وصلي عليه بالجامع ، ودفن من يومه بتربة جده وكان ناظرها ، وقد سمع الحديث الكثير ، وكان يحب أهله ، وكان فيه لطف وتواضع انتهى.
وقال في سنة سبع وعشرين : الملك الكامل ناصر الدين أبو المعالي محمد ابن
__________________
(١) شذرات الذهب ٢ : ٥٩.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ١٧٤.