جمادى الآخرة منها وفي يوم الأربعاء عاشره بلغني أن الأمير ماماش استقطع وقف جقمق واستخرج منه اجرة شهرين ، وارسل الى التربة يأخذ منها البسط والقناديل الكفت ومنع الصوفية والقراء من الحضور فيها ، وقيل إنه طلب كتاب الوقف وغسله انتهى. ثم ان جقمق لما سئم من المحاضرة بقلعة صرخد ، طلب الأمان من السلطان. ثم لما رجع السلطان من حلب يوم السبت ثالث عشر شعبان سنة اربع وعشرين ونزل في القلعة طلب جقمق فحضر وقبل الأرض بين يدي السلطان الملك المظفر بن المؤيد وبين يدي الأمير الكبير ططر (١) فرسم عليه بقاعة القلعة وطلب منه المال الذي أخذه ، ثم انه في ليلة الأحد قيل أنه عوقب وقرر على المال ، وفي يوم الاثنين خامس عشريه ارسل الى حبس الخيالة وقيد ، وفي ليلة الأربعاء قتل جقمق بعد أن عوقب وقرر على ماله من الودائع والذخائر ، وبقي ملقى في القلعة الى عشية الخميس ، فنقل ودفت بتربته ولقي ما قدمه ، وكان ذكيا عارفا بالناس وتراجمهم ، وقد تدرب ومهر في الظلم ، فالله سبحانه وتعالى يسامحه وايانا انه على كل شيء قدير انتهى ملخصا.
وقال الحافظ ابن حجر في تاريخه : في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة وفي الثامن من جمادى الأولى ولد الملك المظفر أحمد ابن الملك المؤيد شيخ فقدر الله تعالى انه ولي السلطنة في اول سنة اربع وعشرين وعمره سنة واحدة وثمانية أشهر واياما انتهى. ثم قال أيضا : في سنة ثلاث وعشرين وفي العشرين من شوال عهد المؤيد شيخ لولده أحمد بالسلطنة وعمره سنة ونصف. ثم قال فيها أيضا : وفي ثالث شوال قرر جقمق في نيابة الشام عوضا عن تنبك ميق في تقدمة الف على اقطاع جقمق ، واستقر تنبك الدوادار في وظيفة جقمق انتهى. وكانت وفاة جقمق ليلة الثلاثاء سابع عشرين شعبان ، ودفن يوم الأربعاء بمدرسته التي أنشأها بدمشق عند باب الجامع الأموي الشمالي ، وكان ظالما غشوما متطلعا الى اموال الناس ، قاله ابن حجر رحمهالله تعالى. وولي مشيخة
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ١٦٥.