(بالضم والفتح) الفاروثي الواسطي ، ولد بواسط في ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة ، وقرأ القرآن على والده وعلى الحسين بن الحسن بن ثابت الطيبي ، وسمع ببغداد وواسط وأصبهان ودمشق من خلق ، ولبسه الشيخ شهاب الدين السهروردي رحمهالله تعالى ورحمنا به خرقة التصوف ، وروى الكثير بالحرمين والعراق ودمشق ، وسمع عليه خلائق منهم البرزالي ، سمع منه بقراءته وقراءة غيره نحوا من ثمانين جزءا ، ولبس منه الخرقة خلق ، وقرأ عليه القراآت جماعات ، وقدم دمشق في سنة إحدى وتسعين. قال في العبر : وولي مشيخة الحديث بالظاهرية وتدريس النجيبية ، وولي خطابة الجامع بعد ابن المرحل ، ثم عزل من الخطابة بالخطيب الموفق (١) ، فتألم لذلك وترك الجهات ، وأودع بعض كتبه ، وكانت كثيرة جدا. قال ابن كثير : وخلف ألفي مجلد ومائتي مجلد ، وحدث بالكثير ، سمع منه البرزالي كثيرا (صحيح البخاري) (٢) و (جامع الترمذي) (٣) و (سنن ابن ماجه) و (مسند الشافعي) و (مسند أحمد) و (مسند عبد الله) و (معجم الطبراني الصغير) و (مسند الدارمي) و (فضائل القرآن لأبي عبيد) ثمانين جزءا وغير ذلك انتهى. وسار مع الراكب الشامي سنة إحدى وتسعين فحج ، وسار مع حج العراق إلى واسط. قال الذهبي : كان فقيها شافعيا مدرسا مفتيا عارفا بالقراآت ووجوهها وبعض عليها ، خطيبا واعظا زاهدا عابدا صوفيا ، صاحب همة ، وله أخلاق وكرم وإيثار ومروءة وفتوة وتواضع وحلم وعدم تكلف ، وكان كثير البذل ، كبير القدر ، وافر الحرمة ، له القبول التام من الخاص والعام ، وله محبة في القلوب ، ووقع في النفوس ، مات رحمهالله تعالى بواسط في ذي الحجة سنة أربع وتسعين وستمائة ، وصلي عليه صلاة الغائب بدمشق وغيرها : وقال ابن كثير في سنة اثنتين وتسعين وستمائة : وولي مشيخة دار الحديث الظاهرية في آخر عمره الشيخ تقي الدين الواسطي أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٤٥٣.
(٢) شذرات الذهب ٢ : ١٣٤.
(٣) شذرات الذهب ٢ : ١٧٤.