والعامري (١) والمزي ، وكان يتكلم على الحديث بكلام مجموع من علوم شتى من الطب والفلسفة وعلم الكلام وليس ذلك بعلم ، وعلم الأوائل.
قال ابن كثير في هذه الترجمة : في سنة ست عشرة وسبعمائة وكان يكثر من ذلك وكان يقول الشعر جيدا وله ديوان مجموع يشتمل على أشياء لطيفة وحفظ كتبا كثيرة. يقال أنه اذا وضع بعضها على بعض كانت طول قامته. وحفظ المفصل في مائة يوم ، ومقامات الحريري في خمسين يوما ، وديوان المتنبي في جمعة واحدة ، وتفقه على والده وعلى الشيخ شرف الدين المقدسي (٢) والشيخ تاج الدين الفزاري (٣) وغيرهم ، وأخذ الأصلين عن الصفي الهندي (٤) والنحو عن بدر الدين بن مالك (٥) وبرع وتفنن في علوم عديدة ، وقد أجاد معرفة المذهب والأصلين ولم يكن في النحو بذاك القوي فكان يقع منه اللحن الكثير مع أنه قرأ فيه المفصل للزمخشري وأفتى وله ثنتان وعشرون سنة ، واشتغل وناظر واشتهر اسمه وشاع ذكره ودرس بالشاميتين والعذراوية ، وكان له أصحاب يحسدونه ويحبونه ، وآخرون يحسدونه ويبغضونه ، وكانوا يتكلمون فيه بأشياء ويرمونه بالعظائم ، وقد كان مسرفا على نفسه ، وقد ألقى جلباب الحياء فيما يتعاطاه من القاذورات والفواحش ، وكان ينصب العداوة للشيخ تقي الدين ابن تيمية ، ويناظره في كثير من المحافل والمجالس ، وكان يعترف للشيخ تقي الدين بالعلوم الباهرة ويثني عليه ، ولكن كان يحاجف على مذهبه وناحيته وهواه وينافح عن طائفته. وقد كان شيخ الاسلام يثني عليه وعلى علومه وفضائله ويشهد له بالاسلام ، وإذا قيل له في أفعاله وأعماله القبيحة ، فكان يقول كان مخلطا على نفسه متبعا مراد الشيطان فيه. يميل الى الشهوة والمحاضرة ولم يكن كما قال فيه بعض اصحابه ممن يحسده ويتكلم فيه او ما
__________________
(١) محمد بن أبي بكر توفي ٦٨٢ هجرية شذرات الذهب ٥ : ٣٨٠.
(٢) شرف الدين حسن بن عبد الله توفي ٦٩٥ هجرية : شذرات الذهب ٥ : ٤٣٠.
(٣) ابو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم توفي ٦٩٠ هجرية. شذرات الذهب ٥ : ٤١٣.
(٤) ابو عبد الله محمد بن عبد الرحيم توفي ٧١٥ هجرية. شذرات الذهب ٦ : ٣٧.
(٥) ابو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله ، صاحب الألفية توفي ٦٨٦ هجرية : ٥ : ٣٩٨.