وشرط أن لا يدخل مدرسته يهودي ولا نصراني ولا حنبلي حشوي انتهى.
قلت : وأول من درّس بها القاضي شرف الدين أبو طالب عبد الله بن عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي بن عبد العزيز زين القضاة أبي بكر القرشي الدمشقي ، ناب في القضاء عن ابن عمه القاضي محيي الدين بن الزكي كما قاله الذهبي ، ثم عن ابنه زكي الدين الطاهر ، ودرّس بالرواحية المذكورة كما قاله ابن كثير ، وتبعه الأسدي في سنة أربع وستمائة فكان أول من درّس بها ودرّس بالشامية البرانية كما سيأتي. قال أبو المظفر سبط بن الجوزي رحمهالله تعالى : وكان فقيها نزها لطيفا عفيفا. وقال الشهاب القوصي : كان ممن زاده الله بسطة في العلم والجسم. توفي في شعبان سنة خمس عشرة وستمائة ، ودفن بمقبرتهم بمسجد القدم ، وكان الجمع متوافرا. قال ابن شداد : ثم تولاها من بعده الشيخ شمس الدين عبد الرحمن المقدسي ، ثم ولده ناصر الدين محمد ، ثم من بعده شرف الدين أحمد بن كمال الدين أحمد بن نعمة النابلسي المقدسي ، وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. قلت : ثم أخوه شهاب الدين ، ثم نجم الدين البياني (١) نائب الحكم كما ذكره ابن كثير في سنة اثنتين وثمانين وستمائة وهو القاضي نجم الدين عمر بن نصر بن منصور البياني الشافعي ، توفي رحمهالله تعالى في شوال سنة ثلاث وثمانين وستمائة كما قاله ابن كثير فيها من تاريخه ، قال : وكان فاضلا ، ولي قضاء زرع ، ثم ولي قضاء حلب ، ثم ناب في دمشق ، ودرّس بالرواحية وباشرها بعد شمس الدين ابن نوح المقدسي يوم عاشر شوال انتهى. قلت : وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح بن محمد بن التركماني المقدسي ، سمع الحديث من جماعة ، وتفقه على ابن الصلاح ، وولي تدريس الرواحية المذكورة ، وأخذ عنه النواوي رحمهماالله تعالى ورحمنا بهما. وقال في أول التهذيب : شيخنا الامام العارف الزاهد العابد الورع المتقن مفتي دمشق في وقت انتهى. توفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وستمائة عن نحو سبعين سنة.
__________________
(١) ابن كثير ١٣ : ٣٢٢.