ولي أيضا الوكالة وقضاء العسكر والمارستان مع نظر ديوان ملك الأمراء ، وذكر للقضاء ، ثم تنفر له النائب وصودر وعزل. حدّث عن الفخر علي ، وعاش ثلاثا وستين سنة انتهى. ورأيت بخط علم الدين البرزالي في تاريخه سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة : وفي يوم الاثنين الخامس والعشرين من ذي الحجة وصل الخبر بتولية القاضي جلال الدين بن القلانسي مناصب أخيه ، وهي تدريس الأمينية والظاهرية والعصرونية وقضاء العسكر المنصور الشامي ووكالة بيت المال وغيرها ، وفي غير هذا اليوم وصل توقيع وهو مؤرخ خامس عشر ذي الحجة ، فتوجه الناس إليه وهنأوه بذلك وقرأوا توقيع السلطان انتهى. وذلك عوضا عن اخيه علاء الدين الماضي قبله ، ثم درّس بها بعده يوم الأربعاء رابع شهر رمضان سنة ست وثلاثين وسبعمائة الامام البارع في فنون العلم بهاء الدين ابو المعالي وابو عبد الله محمد بن الشيخ الإمام العالم علاء الدين علي بن سعيد بن سالم الأنصاري الدمشقي المعروف بابن امام المشهد محتسب دمشق ، ولد في ذي الحجة سنة ست وتسعين وستمائة ، وسمع بدمشق ومصر وغيرهما. قال السيد الحسيني في ذيل العبر : وأسمع أولاده وحدث عن الطحاوي وغيره ، وكتب الطباق بخطه الحسن ، وتلا بالسبع على الكفري وغيره ، وتفقه على المشايخ ، الشيخ برهان الدين الفزاري ، وكمال الدين بن الزملكاني ، وكمال الدين ابن قاضي شهبة وغيرهم ، وأخذ النحو عن الشيخين مجد الدين التونسي (١) ونجم الدين القحفازي ، وبرع في الحديث والقراآت والعربية والفقه وأصوله ، وأفتى وناظر وكتب الخط المنسوب ، ودرس بهذه المدرسة كما قال الذهبي في عبره في سنة ست وثلاثين وسبعمائة ، ودرس بالحسينية ، وخطب بجامع التوبة ، وولي الحسبة ثلاث مرات. وقال الصفدي : توجه إلى حلب ثم إلى طرابلس وأقام بهما مدة يقرئ الناس ويشتغلون عليه في البلدين ، ثم عاد إلى دمشق وأقام مدة ، ثم توجه إلى مصر وحضر بين يدي السلطان الملك الناصر على الأهرام ، وولّاه مدرسة الأمينية بدمشق ، وحضر
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٤٧.