وقتل المملوك بعده ، ودفن الأمجد في تربته التي إلى جانب تربة أبيه في الشرف الشمالي ، وقد كان شاعرا فاضلا له ديوان شعر ، وقد أورد له ابن الساعي (١) قطعة جيدة من شعره الرائق الفائق ، وترجمته في طبقات الشافعية ، ولم يذكره ابو شامة في الذيل وهو عجيب منه. وقال الصفدي في وافيه في حرف الباء : بهرام شاه بن فروخشاه بن شاهنشاه بن أيوب السلطان الملك الأمجد مجد الدين أبو المظفر صاحب بعلبك ، ولي بعلبك بعد أبيه خمسين سنة ، وكان أديبا فاضلا شاعرا جوادا ممدوحا ، له ديوان شعر موجود ، أخذت منه بعلبك سنة سبع وعشرين ، وتملكها الأشرف موسى وسلمها إلى أخيه الصالح (٢) ، فقدم الأمجد إلى دمشق وأقام بها قليلا ، وقتله مملوك له مليح ، ودفن بتربة والده على الشرف الشمالي في شهر شوال سنة ثمان وعشرين وستمائة ، وحصره الأشرف موسى وأعانه صاحب حمص أسد الدين شيركوه ، فلما قدم دمشق اتفق انه كان له غلام محبوس في خزانة الدار ، فجلس ليلة يلهو بالنرد ، فعالج الغلام برزة الباب ففكها وهجم على الأمجد فقتله ثاني عشرين شوال ، وهرب الغلام ورمى بنفسه من السطح فمات ، وقيل لحقه المماليك عند وقوعه فقطعوه. ويقال إنه رآه بعض أصحابه بالمنام فقال له : ما فعل الله بك؟ فقال :
كنت من ذنبي على وجل |
|
زال عني ذلك الوجل |
أمنت نفسي بوائقها |
|
عشت لما مت يا رجل |
ثم ذكر أبياتا له في نحو ورقة وهي أشعار رائعة فراجعها من وافيه انتهى. وقال الأسدي في سنة ثمان وعشرين وستمائة : بهرام شاه بن فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب ، الملك الأمجد مجد الدين أبو المظفر صاحب بعلبك ، أعطاه صلاح الدين بعلبك بعد وفاة أبيه سنة ثمان وسبعين إلى سنة سبع وعشرين ، أخذ منه الأشرف البلد وسلمها إلى أخيه الصالح ، فقدم هو دمشق وأقام بها قليلا. قال أبو المظفر : وكان المظفر يحب الأمجد ويحترمه ويعظمه ، ولقد رأيته
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٣٤٣.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٢٤١.