وقد أوّلها مجاهد في تفسيره ، وهو من
رؤوس التابعين ومشاهيرهم في التفسير ، بنزول عيسى عليهالسلام
أيضاً .
وقد أشار السيوطي في الدرّ المنثور إلى
ما أخرجه أحمد بن حنبل ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والفريابي ، وسعيد
بن منصور ، وعبد بن حميد من طرق ، عن ابن عباس أنها بخصوص ما ذكرناه.
وقال الكنجي الشافعي في كتابه البيان : «
وقد قال مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسّرين في تفسير قوله عز وجل : ( وإنّه لَعْلِمٌ للساعة
) هو المهدي عليهالسلام ، يكون في آخر الزمان ، وبعد خروجه
يكون قيام الساعة وأمارتها » .
ومثل هذا التصريح تجده عند ابن حجر
الهيتمي ، والشبلنجي الشافعي ، والسفاريني الحنبلي والقندوزي الحنفي ، والشيخ
الصبّان .
ولا خلاف بين هؤلاء وأولئك لأن نزول
عيسى سيكون مقارناً لظهور المهدي كما في صحيحي البخاري ومسلم وسائر كتب الحديث
الاُخرى ، كما سنبينه في الفصل الثالث من هذا البحث. ويؤيدّه إشادة بعض من ذكرنا
الصريحة بذلك فقد نقلوا عن تفسير الثعلبي أنّه أخرج في تفسير هذه الآية عن ابن
عباس ، وأبي هريرة ، وقتادة ، ومالك بن دينار ، والضحاك
__________________