رجل من آل القبيب ، واجتمعوا في داره بناحية القطيع (١) من صنعاء وبلغ علي بن حاتم خبرهم ، فنهض إلى صنعاء في جمع كثير من القبائل واجتمع من همدان سبعمائة فارس عند باب شعوب ، فلما وصل علي بن حاتم تفرق أكثرهم وقاتلته طائفة منهم قتالا شديدا ، ثم ولوا عنه ودخل الدرب (٢) ، وخرج أخوه عمران بن حاتم ، وهو صبي صغير فقاتلهم في أزقة المدينة حتى قتل بسهم ، فاضطربت همدان لقتله خوفا من علي بن حاتم ، فوهب لهم علي بن حاتم دم أخيه تأليفا لهم ، وتسكينا لاضطرابهم ، واستقرّ في صنعاء ، وبعد أيّام أخذ حصن ذي مرمر وكان لقوم من همدان وكوكبان والعروس (٣) وكانا لبني الزّواحي ، وأخذ بكر وعمر هذه الحصون جميعها ، وملك الظاهر والمغارب ، وكان جوادا كريما يقطع الرجل من همدان البلد والبلدين ويمنعه من مضاررة أهلها ، وجعل على كل مخلاف عاملا فمتى آن حصاد الثمرة ، أمر عماله أن يقيضوا من الرّعية الخمس مجرّدا عن غيره من سائر المطالب على طريقة العبيديين (٤)
وفيها نزل المطهر بن الإمام إلى تهامة للصّلح بين الشريف قاسم بن غانم وبني عمّه السليمانيين ، وبعد إكمال عمله خفر قافلة الحاج ، وعاد معهم إلى صعدة ، فألحّ عليه أهل صنعاء بمرافقتهم إلى وطنهم فخرج معهم ، وفي أثناء الطريق باغته المرض. ودخل صنعاء عليلا ومات بها ، فحمله السّلطان علي بن حاتم إلى المنظر ، ودفنه بها وحزن عليه كثيرا ، ورثاه بقصيدة طويلة أرسلها إلى والده الإمام ، وقد ذكر هذه المرثاة ومرثاة الإمام كاتب السيرة.
وفيها أعاد الإمام الكرّة على أهل صعدة ، وسار لحربهم في جنود كثيرة
__________________
(١) القطيع : حاره بصنعاء في الجانب الشرقي منها
(٢) المصدر نفسه (ص)
(٣) حصن العروس من حضور بالجنوب الغربي من صنعاء وهو مقابل لكوكبان من الجنوب
(٤) انباء الزمن (ص)