أما الأمم التي تغلبت على إفريقية أي المغرب الأدنى المعروف بالمملكة التونسية وعلى البرابرة السكان الأصليين ، وهم أبناء حام بن نوح الذي دعا عليه أبوه نوح بأن يكون ذريته عبيدا وخولا لولد أخويه سام ويافث ، وكان دينهم المجوسية إلّا في بعض الأحايين يدينون بدين من غلب عليهم من الأمم ، ولا يعلم عددهم وآماد أجيالهم إلّا من خلقهم. فيقال أول من غزاهم عرب اليمن وإن إفريقيا نسبة إلى إفريقش. قال الحموي : ذكروا أنه لما غزا المغرب انتهى إلى موضع واسع رحيب كثير الماء فبنى هناك مدينة وسماها إفريقية اشتق اسمها من اسمه ، ثم نقل إليها الناس ثم نسبت تلك الولاية بأسرها إلى هذه المدينة ، ثم انصرف إلى اليمن فقال بعض أصحابه :
سرنا إلى المغرب في جحفل |
|
بكل قرم أريحي همام |
نسري مع إفريقش ذاك الذي |
|
ساد بعز الملك أولاد سام |
قالوا فلما اختط المسلمون القيروان خربت إفريقية وبقي اسمها على الصقع جميعه.
ثم ملوك العرب الرعاة بمصر حوالي سبع عشرة مائة قبل المسيح ، ولكن لم يبق من أثر مدون يخبر بتفاصيل هذا الاحتلال وتحقيقه.
والفنيقيون بدأوا أمرهم بالتجارة بإفريقيا ، وهي من مقدمات الاستيلاء للتعرف بطرق البلاد والاطلاع على مكامن الضعف وترقّب الفرص واتخاذ البطانة وتسريب الأموال للأعوان والأدلاء ، فدامت دولتهم من سنة ٨٨٠ ق م إلى سنة ١٤٦ ق م ، ثم أمة الرومان من سنة ١٤٦ ق م إلى ٤٣٩ سنة ب م ثم أمة الفندال ٤٣٩ ـ ٥٣٤.
ثم الروم «الكريق» ٥٣٤.
ثم العرب ٢٧ ه ، وقد تقدم ذكر عبد الله بن أبي سرح.
ثم قبايل الهلاليين لما أمر المعز بن باديس بلعن عبيد الله في الخطب ، فخطب قاضي مدينة صبرة وإمام الجامع الأعظم بها القاضي محمد بن جعفر وقال : اللهم والعن الفسقة الكفار. وأمر السلطان خطيب جامع القيروان أن يفعل مثل ذلك على