٤ ـ (يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ)
يرجون من الله فكاك رقابهم من النار ، وهل تبور تجارة أحد مع الله العزيز الغفور؟
ونستوحي من مجمل الآيات في هذا السياق خصوصا من هذه الآية والتي سبقت في بيان عاقبة المكر وانه يؤول الى البوار «وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ» نستوحي : أنّ على الإنسان أن يختار الطريق السليم في بلوغ أهدافه المشروعة حتى ينجح (لأنّ إلى الله يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) أمّا الذين يختارون الطرق الملتوية ، ويريدون بلوغ أهدافهم بالمكر والحيلة فإنّ سعيهم يضيع ، وعاقبتهم البوار.
ولعل السياق يعالج وسواسا شيطانيا حيث يدعو البشر أبدا الى اختيار الطريق الأسهل والأقرب الى الكسب حتى ولو كان على حساب القيم أو حقوق الآخرين ، ويوحي الى الإنسان أنّ العمل الصالح لا ينفع أو أنّ نفعه قليل ، بينما يؤكد القرآن على أنّ الله يبارك في العمل الصالح والنّيّة الصادقة.
[٣٠] (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ)
كاملة ، بل :
(وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)
غفور يغفر زلّاتهم ، وشكور لما قدّموه من عمل يرجون به وجه الله ، عارفين أنّه يعوّضهم خيرا مما أنفقوا حيث يدخلهم الجنة دار ضيافته.
[٣١] من صفات المؤمنين التصديق بكل الكتب.