فمعرفة القائد بحاشيته ، والشاب بأصدقائه ، والنظام بالعاملين فيه ، والدولة بالذين يؤيدونها من طبقات المجتمع.
قال سليمان (ع):
«لا تحكموا على رجل بشيء حتى تنظروا الى من يصاحب ، فإنّما يعرف الرجل بأشكاله وأقرانه ، وينسب الى أصحابه وأخدانه» (١)
وقال الإمام علي وهو يوصي ولده الحسين (عليهما السلام) :
«قارن أهل الخير تكن منهم وباين أهل الشر تبن عنهم» (٢)
فالحياة إذن ليست احادية ولا متناثرة ، وانما تسير كتلا وأجناسا (زمرا زمرا) وإذا لم تعرف شخصا بذاته فانك تستطيع معرفته بالزمرة التي ينتمي إليها ، وهذه الحقيقة يؤكدها القرآن في مواضع كثيرة منه ، وبصيغ مختلفة كمخاطبته الناس بصورة التجمعات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) في صفة المؤمنين ، و(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) في صفة الكافرين ، وهكذا المنافقين والمنافقات ، والصابرين والصابرات ... إلخ.
بينات من الآيات :
[٧١] (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً)
اي جماعات على أساس تجانس أعمالهم يسوقهم ملائكة العذاب.
(حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها)
__________________
(١) بح / ج ٧٤ ص (١٨٨).
(٢) المصدر.