الله عزّ وجل : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) (١)
ثم يقسم ربّنا بالقرآن العظيم ، مشيرا إلى أهم ما تشتمل عليه آياته الكريمة وهو الذكر.
(وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)
وقد سمى الله كتابه فيه بالذكر عشرات مرّات ، وهنا يسميه «ذي الذكر» فما هو معنى الذكر؟
لقد خلق الله الإنسان مستقيما بفطرته ، التي أودعها الإيمان بكلياته الكبرى ، بالله واليوم الآخر ، وبضرورة الصدق والوفاء والامانة و... و... ولكن عوامل مختلفة من بينها ضغط الشهوات والمجتمع تدعوه إلى الانحراف. ويأتي القرآن ليذكره بما ينساه أو يغفل عنه بسبب تلك العوامل ليعود إلى رشده المتمثل في (الطريق المستقيم) الذي هو الحالة الطبيعية للإنسان ، على خلاف الانحراف الذي يجسد الشذوذ في الحياة. فالقرآن يستثير العقل من خلال التفكير ، وفسّر البعض الآية بالذكر الطيب والسمعة الحسنة. ويبدو أن التفسير الأول أقرب.
[٢] ومع عظمة القرآن وقدرته الهائلة في التغيير والتأثير على الإنسان ، لكن الكفار لا يتأثرون به ، لان التذكرة وحدها لا تنفع إذا كان جهاز استقبالها وهو العقل قد احتجب بالأهواء والغباء الذي هو من أهم الحجب التي تمنع البشر من الانتفاع بالتذكرة ، وتدعوه إلى الإصرار على الانحراف.
__________________
(١) المصدر.