ولعلاج هذه الحالة ينبغي بيان الضعف للإنسان ، وأن الذي يملكه الآن لا يعد شيئا إذا قورن بما يغنمه لو تقبل الرسالة وأصلح أوضاعه ، وبالتالي دعوته إلى التغير نحو حياة أفضل. وهذا من أهم أساليب الأنبياء في التغيير ، قال نوح (ع) وهو يشير الى أساليبه في الدعوة : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) (١) ، وفي موقع آخر من القرآن نجد تجل صريح لهذا الأمر أيضا. يقول تعالى مشجعا الناس على الإيمان برسالته : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ، وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٢)
بينات من الآيات :
[١] (ص)
حرف يفيد الابتداء به التنبيه ، وهو يشير إلى القرآن الكريم ، ومن أبعاده أنه رمز بين الله وأوليائه فهم يختصمون بفهمه ، وعن الصادق (ع) أنه من أسماء الله تعالى (٣) ، وفي خبر آخر (ص) اسم نهر ينبع من ركن العرش. قال الامام الكاظم (ع) : «إن أول صلاة صلاها رسول الله (ص) انما صلاها في السماء بين يدي الله تبارك وتعالى قدّام عرشه جلّ جلاله ، وذلك أنه لمّا أسري به وصار عند عرشه تبارك وتعالى قال : يا محمد ادن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصلّ لربك ، فدنى رسول الله (ص) الى حيث أمره الله تبارك وتعالى فتوضى وأسبغ وضوءه». قلت (يعني الراوي) : جعلت فداك وما صاد الذي أمر أن يغتسل منه؟ فقال : عين تنفجر من ركن من أركان العرش ، يقال له ماء الحيوان وهو ما قال
__________________
(١) نوح (١٠ ـ ١٢)
(٢) الأعراف ٩٦
(٣) رواه ابن عباس نور الثقلين ج ٤ ص ٤٤٢