لله منه ، وما يستلزم ذلك من انكسار القلب ، وعقد العزم على عدم العود اليه ، ثم المجيء للقيادة الرسالية أو من يجسدها والاستغفار عنده.
وبكلمة : هناك فكرة للشفاعة يتخذها الإنسان غطاء لجرائمه ، وتهر به عن مسئولياته ، وهي الشفاعة الشركية المرفوضة التي يزعم صاحبها أن أصنام السلطة والثروة وجنودهما قادرين على إنقاذه من غضب الرب لأنهم يشاركون الله في سلطانه تعالى الله عما يشركون.
وهناك شفاعة مسئولة تبعث الإنسان نحو المزيد من المسؤولية والطاعة وهي التي يبيّنها القرآن في أكثر من مناسبة ، والتي تعني دعاء الرسول والأئمة والصالحين بالمغفرة لمن اذن الله له بذلك ، وهم المسلمون المطيعون لله وللرسول والأئمة بصفة عامة.
وانما تبعث هذه الفكرة نحو المزيد من العمل لأنها تقاوم اليأس ، وتزيد من طاعة القيادة الالهية.
يدخل على الامام الباقر (ع) أبو أيمن ـ وهو مولى لامرأة علي بن الحسين (ع) ـ فيقول له : يا أبا جعفر تغرون الناس وتقولون : شفاعة محمد ، شفاعة محمد ، فغضب أبو جعفر حتى تربّد وجهه (٦) ثم قال :
«ويحك يا أبا أيمن ، اغرّك ان عف بطنك وفرجك؟! اما لو قد رأيت افزاع القيامة لقد احتجت الى شفاعة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ويلك وهل يشفع الا لمن وجبت له»
__________________
(٦) تغيير لونه.