الخليقة ، وتدبير شؤون السموات والأرض ، وينفي السياق ذلك بقوة.
(وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ)
الثالث : وسائط القوة والثروة ، من الجنود والخدم والوزراء ، والقرآن ينفي ان يكون للأنداد شرك حتى بهذا القدر.
(وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ)
(٢٣) وانما كانت تعبد هذه الأصنام طمعا في شفاعتها ، وينقض القرآن هذا الاعتقاد فيقول :
(وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)
الشفاعة هي الدعاء وما يترتب عليه ، والله ليس مجبورا ان يستجيب لأحد دعاءه في حق نفسه أو في حق الآخرين مهما كان هذا مقربا عند الله ، ويبيّن القرآن هذا المعنى في قول الله الى حبيبه محمد (ص) : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (٤)
اذن لا مجال لفكرة الفداء في الرسالة الالهية ، بلى. ان الله شفيع للإنسان ، ويقبل شفاعة الآخرين فيه حينما تكون عنده مؤهلاتها ، حيث يقول ربنا سبحانه : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (٥) فمعنى الشفاعة الحقيقي اذن هو ما تقدمت الاشارة اليه وهو ما تؤكده هذه الآية الكريمة. بان يشعر الإنسان نفسه بالذنب ، وبضرورة التوبة
__________________
(٤) التوبة / (٨٠).
(٥) النساء / (٦٤).