وما بدلوا تبديلا
هدى من الآيات :
بعد ان تعرض الدرس الماضي لصفات المنافقين يبين القرآن الحكيم في هذه الآيات صفات المؤمنين الصادقين عند الصعوبات والحروب ، والصور المتقابلة في القرآن توضح بما فيه الكفاية الحقائق وبالخصوص في الحقل الاجتماعي.
فالمؤمنون ـ على خلاف ما كان عليه المنافقون من العصيان ـ يتبعون رسول الله (ص) ويستجيبون لقيادته ، فهو أسوه حسنة لهم في حياتهم بما جسده في حياته من صفات الخير ، ولا ريب أن الاقتداء برسول الله (ص) ليس عملا بسيطا ، لأن الإنسان لا يستطيع أن يصبح تابعا للرسول ، ومهتديا بهداه إلّا إذا تجرد عن شهواته وحبه للدنيا ، وإنما يتجرد عن حب الدنيا ذلك الذي يذكر الله كثيرا بذكر نعمه وعظمته وأسمائه ، والشكر له دائما.