(وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
ونستوحي من الآية أنّ الله الذي سخّر لداود كلّ هذه الأمور ، لم يرتض منه أن تكون بديلا عن السعي والعمل الشخصي ، لأنّ قيمة الإنسان تكمن في سعيه وعمله.
وفي الحديث أن أمير المؤمنين (ع) قال :
«أوحى الله عزّ وجلّ الى داود (ع) انك نعم العبد ، لو لا انك تأكل من بيت المال ، ولا تعمل بيدك شيئا ، قال : فبكى داود (ع) أربعين صباحا ، فأوحى الله عز وجل إلى الحديد أن لن لعبدي داود ، فألان الله عز وجل له الحديد ، فكان يعمل في كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم ، فعمل ثلاثمائة وستين درعا ، فباعها بثلاثمائة وستين الف واستغنى عن بيت المال» (٢)
كما نستوحي أنّ شكر نعم الله وحمده عليها يكون بالاستفادة منها في سبيل الخير والصلاح.
(١٢) ثم يضرب الله لنا مثلا آخر من حياة نبيّه سليمان (ع) فيقول :
(وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ)
قال علي بن إبراهيم : «كانت الريح تحمل كرسي سليمان فتسير به في الغداة مسيرة شهر وبالعشي مسيرة شهر» (٣)
وإذا عرفنا ان مسيرة الشهر تضاهي (٧٢٠) كيلومتر نعرف ان السرعة تقترب
__________________
(٢) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣١٨).
(٣) المصدر / ص (٣١٨).