وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً)
وهؤلاء بدل الصلاة على النبي وآله المفروضة وآله المفروضة عليهم تراهم يؤذون النبي في نفسه أو في أهل بيته أو في التابعين له ، فتلحقهم لعنة الله في الدنيا بالابتعاد عن بركاته ، وفي الآخرة بالحرمان من شفاعة الرسول (ص).
ونستوحي من الآية فكرة هامة وهي : ان الأمة التي تؤذي القيادة الرسالية بمخالفتها ، والاستهانة بها تعذب في الدنيا والآخرة ، بينما الأمم التي تعودت على الخضوع لقيادة الحق تكون أعز وأعظم شأنا في الدنيا والآخرة .. وواضح من واقع الامة الاسلامية انها حين التزمت بالطاعة للقيادة الرسالية في مطلع فجرها صارت أعز الأمم وأفضلها ، أما حين نبذت أئمة الحق انحرفت مسيرتها نحو الدمار والتخلف.
(٥٨) ولان ثمة أناس لا يستطيعون النيل من الرسول ، فإنهم يحاولون المس بكرامة المؤمنين ، وقد تعرض السياق لأذى المؤمنين ، مؤكدا بأنه ينتهي الى العذاب أيضا ، ولا ريب ان من يؤذي اتباع الرسول ـ نساء أو رجالا ـ فانه يؤذي نفس النبي ، وبالتالي يؤذي الله.
ولقد ثبت في التاريخ : ان أبا طالب ـ والد الامام علي (ع) ـ كان من أرفع المؤمنين درجة ، وأقربهم الى النبي (ص) وقد سمّى الرسول العام الذي توفي فيه أبو طالب (رض) بعام الأحزان ، وكيف لا وكان له بمنزلة الأب الحنون؟! ولكن أقحمت بعض الروايات الملفقة حوله في كتب التاريخ بهدف إسقاط شخصيته.
وحينما ندرس خلفيات هذه الروايات نجد أن هدفها النيل من بطل الإسلام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) ذلك ان مروّجيها لم يجدوا نقصا في شخصية