والذي يريد الرسول هو الذي يسلم لقيادته ، وينتمي لتجمعه ، ويحبه بقلبه انتماء سياسيا واجتماعيا وقلبيا ، ولا يتحقق هذا الانتماء الشامل من دون التسليم الى من يمثل الرسول في المجتمع بقيادته وسلوكه.
٣ ـ حب الآخرة.
(وَالدَّارَ الْآخِرَةَ)
من طبيعة الإنسان انه يعيش ضغثا من الدنيا وضغثا من الآخرة ، وعلى هذا الأساس يجب ان تكون الاولوية في حياة الإنسان للدار الآخرة (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) (٣)
وعموما فان من يريد الله والرسول واليوم الآخر هو الذي يعمل من أجل ذلك ، وهذه الحقيقة تؤكدها الآية الكريمة : (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) (٤) وفي هذه الآية يؤكده قوله تعالى :
(فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً)
اذن فالانتساب للرسول بمجرد لقلقة اللسان وقبله الايمان بالله واليوم الآخر وحده من دون السعي والعمل بما يتفق مع ذلك لا يكفي ، انما العمل هو الذي يقرب الإنسان أو يبعده من ربه ، والله يقول : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) (٥) واولى الناس بالرسول ، الذي يتأسون به ، وليس قرابته بالنسب أو السبب ، وما نجده في الروايات من تعظيم لمنزلة فاطمة الزهراء (ع) ليس لقرابتها من الرسول انما
__________________
(٣) القصص / (٧٧)
(٤) الإسراء / (١٩).
(٥) آل عمران / (٦٨).