اسامة ، وبعث رسول الله (ص) الى سعد بن معاذ ، فجيء به ، فحكم فيهم بأن يقتل مقاتليهم ، وتسبى ذراريهم ونساؤهم ، وتغنم أموالهم ، وان عقارهم للمهاجرين دون الأنصار ، وقال للأنصار أنكم ذو وعقار وليس للمهاجرين عقار ، فكبر رسول الله وقال لسعد : «لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل» فقتل رسول الله (ص) مقاتليهم وكانوا فيما زعموا ستمائة مقاتل ، وقيل قتل منهم اربعمائة وخمسين رجلا ، وسبى سبعمائة وخمسين ، وروي : انهم قالوا لكعب بن أسد وهو يذهب بهم الى رسول الله (ص) : إرسالا يا كعب ما ترى يصنع بنا؟! فقال : كعب أفي كل موطن تقولون؟! الا ترون أن الداعي لا ينزع ، ومن يذهب منكم لا يرجع؟ هو والله القتل ، وأتى بحيي بن اخطب ـ عدو الله ـ عليه حلة فاختيّة ، قد شقها عليه من كل ناحية كموضع الانملة ، لئلا يسلبها ، مجموعة يداه الى عنقه بحبل ، فلما بصر برسول الله (ص) فقال : أما والله ما لمت نفسي على عداوتك ، ولكنه من يخذل الله يخذل ، ثم قال : ايها الناس! انه لا بأس بأمر الله ، كتاب الله ، وقدره ملحمة كتبت على بني إسرائيل ، ثم جلس فضرب عنقه ، ثم قسم رسول الله (ص) نساءهم وأبناءهم وأموالهم على المسلمين ، وبعث بسبايا منهم الى نجد مع سعد بن زيد الانصاري فابتاع بهم خيلا وسلاحا ، فلما انقضى شأن بني قريظة ، انفجر جرح سعد بن معاذ ، فرجعه رسول الله (ص) الى خيمته التي ضربت عليه في المسجد ، وعن جابر بن عبد الله قال : جاء جبرئيل (ع) الى رسول الله (ص) فقال : «من هذا العبد الصالح الذي مات؟! فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش» فخرج رسول الله (ص) فاذا سعد بن معاذ قد قبض. (١)
تعليق :
لقد قتل بسبب حكم سعد بن معاذ ما بين (٤٥٠ و ٦٠٠) مقاتل من بني
__________________
(١) مجمع البيان / ج (٨) / ص (٣٥١).