«ومالي لا ابكي ولا ادري الى ما يكون مصيري ، وأرى نفسي تخاد عني وأيامي تخاتلني وقد خففت عند رأسي أجنحة الموت»
ثم يصوّر نفسه الساعات الرهيبة التي تنتظره لكي يتزود لها ويقول :
«فمالي لا أبكي ، أبكي لخروج نفسي ، أبكي لظلمة قبري ، أبكي لضيق لحدي ، أبكي لسؤال منكر ونكير اياي»
ويبلغ ذروة ضراعته عند تذكّر أهوال الساعة فيقول :
«أبكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا ، حاملا ثقلي على ظهري ، أنظر مرة عن يميني ، وأخرى عن شمالي ، إذ الخلائق في شأن غير شأني ، لكلّ امرء منهم يومئذ شأن يغنيه ، وجوه يومئذ مسفرة ، ضاحكة مستبشرة ، ووجوه يومئذ عليها غبرة ، ترهقها قترة وذلة» (٥)
(٥٧) لعلّ الشيطان يسوّل للعاصي فعل المحرمات بأنّ الآخرة مثل الدنيا ، إذا ارتكب جريمة تنصل عنها ، واعتذر ، فتقبل معذرته ، يقول ربنا لعلاج هذا الوسواس :
(فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ)
وأساسا إنّ ذلك اليوم هو يوم الجزاء ، لذلك لا يطالب الظالمون بالتوبة ، لأنّ فرصتهم قد انتهت.
(وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)
__________________
(٥) روائع من دعاء أبي حمزة الثمالي / مفاتيح الجنان / ص (١٩٣).