تمنياتكم بألا تأتي الساعة أو أن تطول المسافة بينكم وبينها لم يقع ما هوت أنفسكم ، بل وقع ما أراد الله ، وما أثبته في كتابه الذي هو مقياس الحق ، وليس أهواءكم وتمنياتكم وما تشتهيه أنفسكم.
إنّ أهم ما ينبغي أن يعرفه الإنسان أنّ العالم المحيط به لا يتبع اهواءه ، ولا يمشي حسب أحلامه ، بل حسب ما كتب الله.
(فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ)
الذي أنكرتموه ولم يجدكم انكاركم له نفعا ، بلى. إنّ إنكاركم أفرز نتيجة واحدة هي جهلكم وعدم استعدادكم.
(وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
ونستوحي من هاتين الآيتين : أنّ الكافر لا يعيش الزمن ، ولا يعترف بالنهاية ، ولا يحترم وقته الذي يسوّفه إلى تلك النهاية الفظيعة ، بينما المؤمن يعي حقيقة الزمن التي هي فرصته الوحيدة ، ويتحسّس بمرورها ، فلا يدع ساعة من وقته دون ان يملأها عطاء ليتزود به ليوم فاقته «يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ».
بلى. إنّ منطق المؤمن من الزمن يجسده الامام زين العابدين علي بن الحسين (ع) حين يناجي ربه قائلا :
«وأعني بالبكاء على نفسي ، فقد أفنيت بالتسويف والآمال عمري ، وقد نزلت منزلة الآيسين من خيري»
ثم يضيف ضارعا :