ويصرفون عن الحق ، ويزعمون أنّ الجزاء بعيد ، أو أنه لا يأتي أبدا ، والسؤال :
من الذي يصرفهم عن الحق؟ الجواب : قد يكون الشيطان أو المجتمع الفاسد أو هوى النفس ، وبالتالي أنّى كان عامل الضلالة فإنّهم لا يمكنهم أن يغيّروا الواقع بتمنياتهم الحلوة ، كلّا .. الجزاء آت ، وسوف يقولون عنده أنهم لم يلبثوا غير ساعة.
ولعلّ كلمة «كذلك» هنا توحي بأنّ ضلالتهم في معرفة مدة لبثهم تشبه ضلالتهم في إبعاد فكرة الجزاء عن أذهانهم.
ومن هنا ينبغي أن يتضرع الإنسان إلى ربّه ألّا ينسيه الآخرة ، وأن يقصر أمله بحسن العمل.
(٥٦) أمّا المؤمنون فإنّهم على يقين من الآخرة ، ويحذرون الحساب ، ويشفقون من الساعة ، ويسعون دائبين لاتقاء عذاب ربهم ، فلذلك لا تفاجأهم الساعة ، أو ليسوا قد أعدّوا عدّتها ، وتزودوا لرحلتهم إليها الزاد الأوفى؟
(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ)
لعل العلم هنا هو علم الساعة ، بدليل قوله سبحانه في آخر هذه الآية : (وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) أمّا الإيمان فهو التصديق لما يقتضيه العلم بالقول الصادق والعمل الصالح.
(لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ)
ليس المهم المدة التي لبثتم خلالها ، طالت أم قصرت ، المهم انكم بالتالي واجهتم ما هربتم منه بزعمكم.
ولعل التعبير ب «فِي كِتابِ اللهِ» يشبه ما نقوله : (في الواقع) أي انه بعكس