(ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ)
حتى كأنهم يواجهون الجزاء فور الانتهاء من الجريمة.
ولو أننا ننتبه إلى مدى سرعة طيّ الزمن ، ومدى اقتراب الأجل ، وكيف أنّ العقاب أقرب بكثير مما نتصور ، وأنّ المسافة التي نتخيلها تفصل بيننا وبين الجزاء ليست إلّا وهما ، إذا لارعوينا.
هكذا يقول المؤمنون في دعائهم لربهم :
«ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته»
ويقولون :
«اللهم عظم بلائي ، وأفرط بي سوء حالي ، وقصرت بي أعمالي ، وقعدت بي أغلالي ، وحبسني عن نفعي بعد املي ، وخدعتني الدنيا بغرورها ، ونفسي بجنايتها ، ومطالي يا سيدي» (٣)
ويقول الامام أمير المؤمنين (ع):
«أيّها الناس إنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنان : اتباع الهوى ، وطول الأمل ، فاما اتباع الهوى فيصدّ عن الحق ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة» (٤)
(كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ)
__________________
(٣) رائعة من دعاء الكميل للإمام علي (ع) / مفاتيح الجنان / ص (٦٣).
(٤) نهج البلاغة / الخطبة (٤٢) / ص (٨٣).