العداوة والغيظ.
فلكي يستقر هذا القلب الذي يتقلّب على كف الشهوة والغضب ، حتى يفكر بموضوعية ، ويستضيء بنور العقل المودع فيه ، ويعود إلى فطرته التي خلق عليها. لا بدّ له من مرساة يحفظ سفينته عن هيجان الأمواج. لا بد له من قوة تصونه من التقلبات.
وان الايمان بالساعة لهو تلك المرساة وانه لتلك القوة.
وان الايمان بالساعة يعطي النفس موضع استقرار ينطلق منه نحو تقييم سائر الأشياء ، انه يعطيه قوة ، لتتعالى بها عن أمواج الشهوة والعصبية. كيف؟
لنضرب مثلا : من لا يملك إلا دينارا واحدا وخشي عليه من السرقة ، يكون كل تفكيره في ديناره ، حتى يكاد ينظر إلى الدنيا كلها من خلالها ، أما من يملك مليون دينار غيره فهو يتغافل عن ذلك الدينار الواحد ، فحتى لو سرق منه فله ما يسليه عنه.
هكذا الذي يؤمن بالجنة. يتسلى عن شهوات الدنيا ، ويتغلب نفسيا عليها ، وبالتالي يقوى على مقاومة ضغوطها.
كذلك من يخشى النار ، فان قلبه يلهو عن مصيبات الدنيا. أو ليست هي حقيرة جدا إذا قيست بسعير جهنم؟!
وهكذا يسمو قلبه عن الحب والبغض ، وعن الشهوة والغضب ، عن العصبية والعداوة ، ويتعالى على الخوف والطمع ، فيرى الحقائق كما هي لا كما توحي به مصالحه الآنية.
كذلك الذين كفروا بالرسالة لأن الرسول لا يملك كنزا أو جنة يأكل منها ، أو