بيد ان القرآن
لا يكتفي بذلك ، بل يقوم بإعطاء العلاج ذاته عبر بث روح الايمان في قلب الناس ،
فنراه يحدثنا طويلا عن الايمان بالله ، وعن التذكرة بالقيم الحقيقة ، وعن التوجه
الى رب السماوات والأرض .. إلخ.
ثانيا : ان كل
انحراف في البشر نابع من انحراف آخر ، وتتسلسل الانحرافات الواحدة تلو الاخرى ،
حتى تصل الى الانحرافة الكبرى في حياة الإنسان وهي الكفر بالله ، والابتعاد عن
هداه ، وذلك هو الضلال البعيد.
وفي الوقت الذي
يعالج القرآن تلك الانحرافات الفرعية يعالج الضلال البعيد ذاته (وهو الكفر) ، لذلك
نجد القرآن ـ سوره وآياته دروسه وعبره ـ تبتدئ بذكر الله ، وتختتم به ، لأنه
المحور الحقيقي الذي تدور حوله كل القضايا.
ثالثا : ان أهم
صفة من صفات الإنسان في الاسرة الفاضلة ، والتي يجب على الاسرة ان تسعى من أجل
تركيزها وتنميتها في ابنائها ، هي صفة الطاعة المستقيمة للحق.
ذلك ان الأسنان
في الطاعة مختلف :
أـ فقد ينمو
الإنسان متمردا على النظام وعلى اية سلطة حتى ولو كانت السلطة سلطة شرعية ، بل
ويتمرد ضد اية نصيحة مما يجعله أشبه ما يكون بالوحش الهائج.
ب ـ وقد ينمو
ذليلا يعطي قيادة لاي كان ، ويخضع لكل الناس ولكل الانظمة ، ويصغي لكل الأوامر
والتعليمات ، وهذا أشبه ما يكون بالبضاعة يشتريها من أراد ..
ج ـ وقد ينمو
الإنسان ويتربى على طاعة الأهواء والشهوات وبالتالي طاعة كل من يشبع فهم رغباته ،
بغضّ النظر عن استقامته أو انحرافه ، وعدالته أو ظلمه ،