يتكلم بالعلم قبل ان يسأل.
«نُورٌ عَلى نُورٍ» : يعني إماما مؤيدا بنور العلم والحكمة في أثر إمام من
آل محمد (ص) وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة ، فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم
الله عز وجل خلفاء في أرضه ، وحججه على خلقه ، لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد
منهم.
يَكادُ زَيْتُها
يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ
فالإنسان السوي
ـ صاحب العقل النظيف ـ يمتلك علما نقيا ، بعيدا عن الأهواء والخرافات ، فنفسه
الشفافة تنتظر ادنى اشارة لتستوعب الحقائق ، والآية تشير ـ فيما يبدو لي ـ الى ان
التقوى ـ وهي زيت مصباح الوحي الزلال النظيف ـ هي طريق الهدى وسبيل المعرفة ، ومهد
الحكمة والسّداد ، فانها تكاد تضيء الحقائق للبشر ولو لم تمسسه نار الوحي ونوره ،
لذلك قال ربنا بعدئذ :
نُورٌ عَلى نُورٍ
فنور الوحي
يتقد بنور التقوى ، والوحي يتألّق بنور العقل ، الا ان التوفيق للهداية لا بد ان
يأتي من الله سبحانه.
يَهْدِي اللهُ
لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ
فالله هو الذي
يهدي من يشاء من عباده للنور الذي أرسله ، وهو نور الوحي ونور محمد (ص) وسنته
الرشيدة ، ونور أهل بيته الطاهرين (عليهم السّلام).
وَيَضْرِبُ اللهُ
الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
__________________