ثانيا : بتحصين البيت من عبث الفاسقين ، وفرض حد القذف على من رمى محصنا بالزنا ، من دون ان يأتي بأربعة شهداء.
ثالثا : بتشريع حكم اللعان بين الزوجة والزوج ، الذي يرميها بالفاحشة ، فعليهما القسم أربعا ، ثم التلاعن في الخامسة.
ويعالج القرآن مرض الشائعة ، التي تدور تاريخيا حول قصة الافك بينما تجري في كل اشاعة باطلة.
وهكذا يزكي القرآن الأجواء ، فلا قذف ولا شائعة (وهي قذف جماعي).
ويشير الى التطابق الاجتماعي ، بين الخبيثات والخبيثين كما بين الطيبات والطيبين (٢٦).
وبعد ان تزكي الدروس الاولى اجواء المجتمع من لوث الزنا والقذف والاشاعة ، ينتقل السياق الى تقرير «حرمة البيت» و «حرية الإنسان في بيته» فينهى عن دخول البيت الا بعد الاستيناس والسّلام على أهله ، والرجوع عنه عند افتقاد الإذن لأنه الأزكى ، الا البيوت العامة وغير المسكونة.
وفي اطار صيانة الاسرة يأمر القرآن بتنظيف الطرق والمراكز العامة من سهام إبليس ، حيث يأمر الرجال ، بغض الأبصار ، كما يأمر النساء بذلك وأيضا بالحجاب (٣١).
وحين يسد الشرع الحنيف أبواب الفساد ، يفتح باب النكاح ويشجع عليه ، ويأمر بالعفة لمن لا يجد سبيلا الى النكاح ، ويعالج وضع العبيد والإماء فيأمر بمكاتبة من علم منه الخير من العبيد وعدم إكراه الفتيات على البغاء ان أردن تحصنا (٣٣).