به جنة؟! كلا .. إنما سبب جحودهم له دعوته الى الحق ، والحق يكرهه أكثر الناس (بجهالتهم واتباعهم للشهوات).
ثم إنّ الكون قد خلق وفق سنن وأنظمة ، بعضها نعرفها نسميها القوانين الطبيعية. كجاذبية الأرض ، وانسياب النور ، وانفلاق الحبة من التربة الصالحة ، وبعضها الآخر قوانين غيبية مثل غفران الله للمذنبين التائبين ، أو تعذيبه للمجرمين.
وسواء هذا أو ذاك ، فان هذه القوانين هي الحق. الذي خلق الله وفقه السماوات والأرض ، والذي لو زال وحلّ مكانه الهوى والباطل لفسد الكون في لحظة.
وعلى الإنسان أن يستجيب للحق الذي قامت به السموات والأرض ، ويكفينا دليلا على ذلك حياة الإنسان ، فهو يعيش ضمن سنن لا يحيد عنها كالجوع ، والعطش ، والنوم ، الا سنة واحدة اعطى الاختيار فيها بين آلاف السنن والقوانين ، بعد أن بيّن الله له أبعادها ، ومع ذلك فانه قد يحطم نفسه والأرض بهذا الاختيار.
وأنت أيها الإنسان اعتبر بهذه الحقيقة ، فإنك لو أعرضت عن الحق ، واتبعت الباطل والهوى فإنّ حياتك ستفسد ، وستفسد الآخرين.
بينات من الآيات :
[٦٣] بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا
تلفها الشهوات ، من كل جانب ، كما لو أنها رسبت في لجة آسنة.
وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ
أعمال الإنسان تنطلق من فكره وقلبه ، وما دامت قلوب هؤلاء مغمورة في