انما تتورط لأنك اتبعت إلها غير الله من دون علم ، وكذلك لأنك غفلت ولهوت حينما يريد الإنسان ان يختار فراشا لبيته أو لونا لغرفته أو ساعة يلبسها أو اي شيء آخر ، تراه يفكر ويخطط و يسأل ويستشير ، ولكن حينما يريد أن يعبد إلها غير الله ، فانه يعبده من دون تفكير أو بحث ، وبالتالي يتورط في ذلك الموقف العظيم بالاسترسال.
اما كيف يتخلص الإنسان من هذا الهول؟ فهو لا يكون إلّا عبر الايمان بالله وحده ، والايمان بالبعث والنشور.
ان كل إنسان مفطور على الايمان بالبعث ، وبما انه معرّض لوساوس الشيطان الذي يزرع الشك في قلبه ، فهو يكفر ان لم يحاول قمع تلك الوساوس ، ويقمع القرآن هذا الشك بقوله : «كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ».
ان النظر الى سلسلة الحياة الماضية يهدينا الى المستقبل ، لأن السنة واحدة تنطبق على الماضي والحاضر والمستقبل ، فاذا أردت ان تعرف المستقبل فارجع قليلا الى الوراء وانظر اليه كيف كان؟
خلق الإنسان من تراب ثم من نطفة ، فعلقة فمضغة ، وبعد الولادة كان في حالة تطور ، فمن الطفولة الى الشباب الى الهرم الى الوفاة ، وهذا التطور يسير حسب قانون وتدبير رشيدين ، من لدن اله قدير مبدع ، فلكي تعرف مستقبلك انظر الى بداية خلقك ، فبعد ما كنت ضعيفا في رحم أمك قويت وسوف تعاد كذلك في أرذل العمر ، أو ليس الذي انشأك في ظلمات الأرحام ، وفي الحياة خلقا بعد خلق بقادر على انشائك من بعد موتك؟!
ورد في بعض الأحاديث عن يوم القيامة : ان الأرض تصبح كرحم الام ينشأ الإنسان فيها كما ينشأ في رحم أمه ، وإذا كان الإنسان يولد من بطن امه ولادة ،