رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
هكذا يعرفنا الله نفسه.
من الآية (٥٨) الى الآية (٦٥) يذكرنا القرآن ب (١٥) اسما من الأسماء الحسنى ، هي خير الرازقين ، العليم ، الحليم ، العفو ، الغفور ، السميع ، البصير ، العلي ، الكبير ، اللطيف ، الخبير ، الغني ، الحميد ، الرؤوف ، الرحيم.
ونستوحي من منهج القرآن في ذكر أسماء ربنا هنا وفي سائر السور ، ان الله يريد ان يعرفنا نفسه في مختلف جوانب الحياة التشريعية والاجتماعية ، أو المادية التكوينية ، وان هناك مسافة تفصل بين الايمان والمعرفة ، كما تفصل مسافة مماثلة بين الإسلام والايمان ، فليس كل مسلم مؤمنا ، وليس كل مؤمن عارفا وان للعرفان درجات.
ان الله سبحانه وتعالى قد تجلى في آيات القرآن لعباده ، وكما تجلى في آيات الحياة ليعرفنا نفسه ، فكيف نعرف الله؟
باستطاعتنا ان نعرف الله سبحانه عبر صفاته وأسمائه الحسنى ، المبثوثة في آياته القرآنية والكونية ، فكل شيء ، وكل آية هي تجلّ واضح لأسماء الله وصفاته.
جمال الربيع ، وبهجته ، وعبق أزهاره ، يقودنا الى جمال الله ، وعظمة الليل والنهار ، ودوران الفلك العظيم بشموسه وأقماره ، يهدينا الى عظمة الله ، وانه عليّ كبير.
وقطرات المطر التي تنزل من السماء ، ثم تستقر في رحم الأرض ، وتتفاعل مع حبات التراب ، وإذا بتلك البذرة الصغيرة ترتفع نحو السماء ، فتصبح شجرة عظيمة ، كل ذلك يقودنا الى لطف الله في صنعه.