الناس يلهجون بذكرهم ، وصحيحا ما يلهجون وصادقا ما يقولون.
وهكذا نجد إبراهيم (ع) ترك والده وقومه وهجرهم ولكن بعد أن أتمّ الحجة عليهم ، وحاول بكل جهده هدايتهم ، وحين تركهم عوّضه الله بأفضل منهم ، وجعلهم قدوة صالحة للآخرين.
إذن فعلاقتنا بآبائنا وبمن حولنا يجب أن تكون علاقة رسالية يوجهها التوحيد والايمان بالله تعالى.
وفكرة أخيرة : إن المجتمعات الثورية الرسالية هي المجتمعات التي لا تخضع للارهاب ، ولكن كيف يمكن للإنسان أن يتحرر من الإرهاب وكيف يقاومه؟
إن ذلك يكون عن طريق بناء أسرته على أساس الحرية ، لأنّ الفرد الذي يخضع في بيته لإرهاب والده ، لا يمكنه أن يقاوم إرهاب النظام ، فإرهاب النظام صورة لإرهاب الأسرة ، وإذا تحرر الإنسان من إرهاب الأسرة واستطاع أن ينقذ نفسه من ذلك المجتمع الضيق الخانق ، فانه يستطيع غدا أن يقاوم إرهاب السلطات الجائرة ، وأمّا الذي يخضع لوالده كليا خشية بطشه اليوم فكيف لا يخضع للنظام الفاسد غدا؟!
إن الأسرة هي الأم الحقيقية للمجتمع لذلك فأن قصة إبراهيم مع والده تبين لنا : إن الخطوة الأولى في تحرير المجتمع هي تحرير الأسرة من الإرهاب والضغط الفكري ..