بينما الذين هداهم الله بعيدون عنها ، الى درجة أنهم لا يسمعون حتى حسيسها ، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون!
لا يخشون من الفزع الأكبر ، حيث تتلقاهم الملائكة بالبشرى والترحاب قائلة : (هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).
وفي ذلك اليوم الرهيب يطوي الربّ السماء ، كما يطوي الكتاب الأوراق ، كذلك يعيد الله الخلق كما بدأه ، إنّه وعد الله الذي ألزم به نفسه سبحانه.
وحدة الرسالات والأنبياء
بينات من الآيات :
[٩٢] بالرغم من ان الناس يختلفون في انتماءاتهم ، وولائهم ـ كلّ يدعي انتماء لرسول وولاء لإمام ـ فان المهم في الملأ الأعلى ، ليست هذه الانتماءات النظرية والولاءات الصورية ، وانما المهم هو العمل الصالح الذي يكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى ، تحت ظل الانتماء والولاء المشروع. إنّ العمل هو الذي يفرق بين أخوين ، كما يجمع بين رجلين غريبين ، يختلف كلّ شيء في حياتهما باستثناء (العمل الصالح).
فالصبر يجمع بين إسماعيل وإدريس وذي الكفل ـ كما بينّا في الدرس السابق ـ بالرغم من إنّ إدريس في بلد آخر ، وربما في عصر ما قبل التاريخ المكتوب ، بينما ذو الكفل كان في عصر متأخر ، وفي بلد ثان.
ويعود القرآن الى التأكيد على فكرة المسؤولية ، وتحطيم الأصنام النفسية ، التي تحول دون إيمان الإنسان بمسؤوليته ، ومن تلك الأصنام (صنم الطائفية).