وكان لهم فلسفة أخرى وهي إشراك الناس في جريمة حرق النبي عن طريق دعوتهم للاشتراك في جمع الحطب وإعداد مكان لاحراقه ، حتى لا تتحرك فيهم المشاعر الانسانية والفطرية ، ويثوروا على الطاغية نمرود ، تماما كما فعل ابن زياد الوالي الأموي بأهل الكوفة حيث بعث كلّ أهل الكوفة لحرب الامام الحسين (ع) حتى يشركهم في جريمة قتل الامام المفترض الطاعة ، وبالتالي يأمن سخطهم وثورتهم مستقبلا.
وصنعوا لنمرود مكانا عاليا يجلس عليه ويتفرج على عملية حرق إبراهيم ثمّ توقفوا .. ما ذا نفعل؟ النار كانت من الشدّة بحيث تحرق كلّ من يقترب منها! فأوحى الشيطان إليهم بمكيدة فجاءوا بالمنجنيق ، ووضعوا فيه إبراهيم مغلولا ، ثمّ قذفوا به الى تلك النار المستعرة قذفا.
يد الرحمة :
[٦٩] (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ)
حينما قال الله سبحانه وتعالى «يا نارُ كُونِي بَرْداً» أخذ إبراهيم يرتجف من شدة البرد ، ولكن سرعان ما قال ربنا «وسلاما» فاعتدلت درجة الحرارة وقد جاءت قصة مفصلة في تفسير علي بن إبراهيم نذكرها فيما يلي لمزيد العبر التي فيها :
تقول الرواية ـ فيما تقول ـ فجلس إبراهيم وجمع له الحطب ، حتى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه نمرود إبراهيم في النار برز نمرود وجنوده وقد كان بني لنمرود بناء ينظر منه إلى إبراهيم (ع) كيف تأخذه النار ، فجاء إبليس واتخذ لهم المنجنيق لأنه لم يقدر أحد أن يتقارب من النار ، وكان الطائر إذا مرّ في الهواء يحترق ، فوضع إبراهيم في المنجنيق وجاء أبوه فلطمه لطمة وقال له : إرجع عما أنت عليه ، وأنزل