فبالرغم من كلّ هذه الآيات التي بثّها الله في السماء ، فان الناس يعرضون عنها ، لا لأنهم لم يزودوا بالبصيرة الكافية لوعيها ، ولكن لأنهم يعرضون عنها تعمدا.
[٣٣] (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ)
وهذه الآية تشير الى الزمن ، ولقد وصل العلماء الى صنع ساعة تقيس الزمن بدقة فائقة تصل الى واحد من ألفي جزء من الثانية ، ومقياس الليل والنهار الزمني لا يتغير ولا بمقدار جزء من هذه الألفين أو أقل ، وليس ذلك إلّا دليلا على إنّ خلق الكون لم يكن عبثا ، وهكذا يجب أن تكون حياتنا قائمة على أساس الدقة والجدية ، وتكييف النفس مع حقائق الحياة.
إنّ جوهر الحقّ والمسؤولية في الحياة هو البحث عن الهدف ، والسعي الحثيث نحوه.
(وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
هما يسبحان ويتحركان والبشر أيضا يتحرك ، ولكن لا بدّ أن تكون حركته ضمن إطار وخطة من أجل الوصول الى شيء ، لأن الحركة من دون هدف لعب ولهو.
سنة الموت :
وتتجلى جدّية الحياة ، وانها ليست لعبا ولهوا ، في أمرين : الموت ، والابتلاء. ولقد جعل الله الموت حتما على البشر :
[٣٤] (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ)