كيف سكت هارون عن انحراف كبير ، كتغيير القيادة ، والشرك بالله ، وعبادة العجل ، وأن على هارون أن يتبع نهج موسى (ع) في مقاومة الانحراف ، وأراد أن يتأكد بأن الضعف البشري لم يدفع بهارون الى التهاون في مسألة التوحيد ، فلما عرف موسى (ع) أن مصلحة الرسالة وليس الخوف من الطغاة هو الذي أسكت هارون عن حقه سكن غضبه.
(قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي)
حينما قال له : «أصلح».
وهكذا كانت حكمة غضب موسى (ع) الظاهري توضيح الموقف للناس ولذلك سكت.
[٩٥] بعد أن أنهى موسى (ع) الحديث مع أخيه التفت الى السامري.
(قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُ)
لما ذا فعلت الذي فعلت؟
[٩٦] (قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ)
أي رأيت شيئا لم يروه.
(فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ)
أي من التراب الذي داست عليه خيل جبرائيل.
(فَنَبَذْتُها)