(فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ)
أول أمر هو أن يخلع موسى نعليه احتراما لمن يكلم ..
(إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)
لما ذا يخلع نعليه؟ وما هي العلاقة بين خلع النعلين وبين وجود الإنسان في مكان مقدس؟ ولما ذا يقدس المكان ..؟
الجواب : إن خلع النعلين ـ كما أتصور ـ إنما هو رمز يشير إلى تجرد الإنسان من ارتباطاته وعلاقاته ، وهذا التجرد ضرورة تمهيدية لاستقبال نور السماء ، نور الرسالة ، فاذا كانت عندك علاقة بأهلك ، بأولادك ، بسلطانك ، فانك لن تفهم الرسالة ، ولن تتمكن من استيعابها.
إنما تفهم الرسالة ، إذا انفصلت عن علاقاتك ، واتجهت الى الله ، لذلك نحن في الحج ، تؤمر بأن نخلع ملابسك العادية ونلبس ملابس بسيطة ، يعني تجردنا عن علاقاتنا الأرضية ، وقيمنا المادية ، وتوجهنا الى الله سبحانه وتعالى ، لذلك أمر موسى بخلع نعليه ، وبذلك جاءت النصوص الاسلامية التي نفت في ذات الوقت أن تكون نعلا موسى ـ آنئذ ـ من جلد حمار ميت ولذلك أمر بنزعهما نقرأ معا النص التالي المأثور عن الامام الحجة القائم عجل الله تعالى فرجه :
في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سعد بن عبد الله القمي عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه : قلت فاخبرني يا ابن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسى : (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) ، فان فقهاء الفريقين يزعمون انها كانت من إهاب الميتة؟ قال صلوات الله عليه : من قال ذلك فقد افترى على موسى فيها ، واستجهله في نبوته ، لأنه ما خلا الأمر فيها من خطيئتين :