عظيمة؟!
ولكنّ فهم هذه الحقيقة بحاجة الى فقه ومعرفة عميقة بالحقيقة.
بينات من الآيات :
مع الله :
[٦٣] اصطدمت سيارتنا بأخرى في طريق صحراوي بعيد .. والوقت بعد منتصف الليل والسحب المتراكمة حجبت ومضات النور المنبعثة عن النجوم ، وأخي قطعت ذراعه ، وأخذ الدم يتفجر منه كالميزاب ، بعضنا أخذ يحاول إيقاف الدم النازف ، والبعض الآخر أخذ يتطلع في الظلام لعله يبشر بمرور سيارة. ولكن لا شيء نستطيع فعله ولا ندري هل تأتي سيارة أم لا؟ الكل حبس أنفاسه في صدره ، ويكاد لا يتكلم إلا همسا. القلوب تحلق في فضاء آخر ، اتّصلت بعالم آخر بالله القادر على أن يرسل من عالم الغيب سيارة أو يلهمنا طريقة ما لوقف الدم.
فجأة يعلو صراخ : حبل. حبل. صاحب الجرح النازف يدعو رفاقه بجلب الحبل ، ثم يأمر بشدّه فوق جرحه .. بشدة ، ثم ينقطع الدم الا قليلا ، ومن وراء الأكمة يشع الفضاء بنور خافت ، ثم ينكشف هذا النور عن سيارة ، وسرعان ما نحمل جريحنا الى أقرب مركز للطوارئ ، وتنتهي الأزمة ، ويتبين بعدئذ أن خبرا خاطئا دعا سيارة النجدة التي قدمت ان تسرع الى المنطقة ، ولولاها لما جاءت ، وبالتالي تبيّن أن يدا غيبية هي التي دفعتها الى هذا الطريق. ترى كيف كنا نعيش في تلك اللحظة ، ما الذي كنا نقوله لله في مناجاتنا الخفية؟
كنا نقول لربنا : فرّج كربنا يا ربنا. فسوف تجد ايّ عباد شاكرين سنكون نحن ، سنترك الذنوب مرة واحدة ، ولا نظلم الناس ، ونتصدق بأموالنا في سبيلك. يا رب يا رب يا رب! كنا نشعر آنئذ بأننا عباد ضعفاء لا نملك لأنفسنا شيئا ، والله رب