دور الرسل في مسيرة التوحيد
هدى من الآيات :
لكي لا يحجب التنافس الشخصي طائفة من الناس عن الايمان بالله ، أوضح الدرس السابق ، ان استقبال الرسول للمؤمنين المبادرين لا يجب ان يكون متأثرا بانتماء آتهم السابقة أو طبقتهم أو ما أشبه ، إنما بسبب الايمان وحده ، ولذلك فلا داعي للقلق ، وفي هذه الآيات بيّن في القرآن الحكيم : إن الدعوة إلى الرسالة ليست دعوة إلى شخص الرسول. إذ أن القيمة إنما هي للمبدء وحتى شخص الرسول شملته الدعوة كأي فرد آخر ، فهو قد نهي عن عبادة الشركاء ، وأنه لو اتبع أهواء الناس لأصبح ضالا ، وما عند الرسول إنما هو من عند الله ، والعقوبة التي يهدد بها الرسول أعداء الدين قادمة من عند الله ، والحاكم فيها هو الله الذي يوضح الحق ، ويفصل أهله عن أهل الباطل ، وذلك بحكمه الحاسم ، أما الرسول ذاته فهو أن كان مالكا للعقوبة ملكا ذاتيا وكان بشرا متفوقا على سائر البشر. إذا لأنزل العقوبة بأعدائه. كلا أنّ الله هو الذي يحكم وهو أعلم بالظالمين من سائر البشر.